المصدر :جريدة الاهرام
ليلــة الأحـــــــد الـــدامي
كيف
وصلت أحداث الأحد الدامي الي ماوصلت اليه؟ نيران تحرق ماتصل اليه من
سيارات وممتلكات ودماء تسيل من جنود ومواطنين واصابات لمواطنين خرج معظمهم
للتعبير عن رأيهم ـ حتي لو كانوا غاضبين ـ لكن الأمر تحول الي عنف طائفي
وفتنة أيقظها المغرضون.
فمهما كانت المطالب يجب ألا تصل الاحداث الي ماوصلت اليه, وملف الفتنة
الطائفية يحتاج الي حكمة وحسم في وقت واحد ولابد من تكاتف الجميع.. أما
ماحدث فإن تضارب الأقوال أو اختلاف شهود العيان بشأنه سوف تحسمه التحقيقات
التي بدأت بالفعل ولابد من محاسبة الفاعلين ومحرضيهم حتي لا تتكرر مثل هذه
الاحداث خاصة اننا مقبلون علي انتخابات برلمانية وهي ساخنة لدرجة الالتهاب
فكيف نحسم هذه القضايا حتي لا تراق الدماء مرة أخري؟!
أكد الدكتور هاني حنا واعظ الثورة ورئيس لجنة المواطنة بائتلاف الثورة أن
مسيرة الأقباط أمام ماسبيرو تعرضت لعمليات خيانة هدفت لإجهاض مطالب
المسيحيين, التي ترتب عليها, حدوث إصابات ووفيات نتيجة استخدام السلاح
الناري وسيارات عسكرية التي دهست المواطنين, مما تسبب في تصعيد الموقف
وحدوث شغب بكل الوسائل.
وقال هاني حنا إنني كنت علي علم بخط سير المسيرة إلي ماسبيرو ونصحت
المشرفين عليها بالتوجه الي التحرير بدلا من ماسبيرو حتي لا تؤخذ بمحمل
أمني, وفي نفس الوقت فإن رجال الأمن والقوات المسلحة كانوا علي علم
بالمسيرة وطريقها والمفترض أنهم كانوا مستعدون لمواجهتها بطريقة آمنة
وأمنية للحفاظ علي حياة الناس, إلا أن تكدس الناس القادمين من اتجاه
هيلتون رمسيس آثار رجال الأمن بطريقة فجائية وكان رد الفعل هو الهجوم
بالمدرعات ذهابا وعودة مما أوقع بعدد من المتظاهرين وكان رد الفعل هو حرق
المدرعة التي تعطلت والاعتداء علي سائقها خاصة في المنطقة التي تقع أمام
السفارة البرازيلية.
وأضاف أنني بمجرد رؤيتي لهذه التطورات اتصلت باللواءين حمدي بدين وطارق
المهدي لأخبرهما برد الفعل والعنف علي الساحة للمبادرة بإيقاف الاعتداءات,
خاصة بعد أن ظهرت عناصر أذكت هذا العدوان من جانب منطقة بولاق أبو العلا
واشتركت في إشعال الموقف, وكان المتظاهرون هم الضحية لأنهم من النوعيات
المسالمة ولا يحملون سلاحا فلجأ بعضهم لاستخدام الطوب والحجارة وكانت
النتيجة أن الوفيات حسب ما وصلني ـ والكلام للدكتور هاني حنا وصلت الي
أكثر من04 قتيلا حتي الآن.
ويتساءل د. هاني: هل معالجة الموقف كانت خاطئة تماما الي هذه الدرجة من
موقف كان يمكن أن يمر بهدوء حتي لا تصل لمرحلة الشائعات من الاضطهاد أو
تعمد القتل فالموقف حتي الآن غير واضح تماما ويصعب الحكم عليه إلا أنه كان
يمكن معالجته بطريقة أفضل فهناك مثلا شائعة بأن هناك قتلي آخرين ألقيت
جثثهم في النيل ويقال إنهم9 قتلي, مما يستوجب سرعة كشف الحقيقة ومواجهة
الشائعات والاعتماد علي كاميرات التسجيل الخاصة بالتليفزيون لتتبع
المخطئين علي حد سواء وتقديمهم لمحاكمة عسكرية مهما كانت الشخصيات لأن هذه
مصر والمتظاهرون كان فيهم عدد كبير من المسلمين, وليست هناك فتنة طائفية
كما يروج البعض.
وطالب د. هاني حنا بضرورة اتخاذ الخطوات العملية لمواجهة مثل هذه الصدامات
بإعطاء مساحة للتفاهم والتعامل وتحاشي إثارة المواطنين وتأمين تحركاتهم من
العناصر الخارجية خاصة أن الانتخابات علي الأبواب ويمكن أن تثار قضية
الفتنة الطائفية في ترشيحات بعض التيارات فإذا أديرت هذه المشكلات بقوة
ونظام فلن تتيح لأحد التسلط أو الإثارة التي تسيء لشعب مصر وهو القوة
المتكاملة وليس المتفرقة المتطاحنة, وحتي لا نعطي فرصة لأعداء الثورة
واعداء مصر لاستغلال المواقف وهدم انجازات الشعب.
وأضاف د. هاني حنا أن مصر أصبحت مستهدفة, لذلك فإن الأعداء يركزون علي
إفشال الثورة من خلال إشعال الفتنة الطائفية, لذلك فإن اتخاذ وسائل الشدة
ضرورة لمنع أي اعتداء علي حرق مستقبل هذا الشعب وبتطبيق القانون علي
المحرضين وسرعة محاكمتهم, وكشف ظروف ملابسات الاعتداءات التي شهدتها مصر
خاصة علي الكنائس مثل كنيستي صول والقديسين وغيرهما وسرعة مطاردة المروعين
للشعب مثلما حدث في قرية( بدرمان) من بلطجة لم تحسم بعد برغم استجابة
قيادة المنطقة الجنوبية.
وقال: إن الذين يدعون وجود فتنة لا يدركون أن الذي حماني في وسط هذه
المشاجرات هم المسلمون أنفسهم وتولوا حمايتي حتي مسكني بأمان, لذلك فإننا
في هذه المرحلة مطالبون بنبذ الشعارات الفئوية والدينية لأن هذا يثير
عناصر ويتيح الفرصة للآخرين لاستغلالها, فالشعب المصري مازال بخير وأن
معظم من تعاملوا مع الثورة ومع نشاط المظاهرة الأخيرة مسلمون مخلصون للبلد
حتي أن السلفيين أكدوا أنهم لم يشتركوا في أي موقف ضد المظاهرة بل ثبت أن
المشاركين ضدها مجرد بلطجية.